­ فاجأ المنتخب العراقي لكرة القدم العالم كله عام 2007 بعدما تغلب على المشاكل الداخلية في بلاده وانتزع لقب كأس آسيا 2007 ، وذلك للمرة الأولى في تاريخه.
لم يكن اللقب هو الأول، أو الوحيد في تاريخ المنتخب العراقي ولكنه كان الأغلى والأهم، حيث سبقه فوز الفريق بلقب كأس الخليج ثلاث مرات سابقة وكأس اتحاد دول غرب آسيا، بالإضافة للميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأسيوية وخمسة ألقاب في بطولات كأس آسيا للشباب.
ولكن فوز العراقيين باللقب الأسيوي قبل أربع سنوات ، في ظل ظروف قاسية ووحشية مرت بها بلادهم منذ الغزو الأمريكي في 2003 ، لفت الأنظار بشدة إلى أسود الرافدين بعدما خطفوا اللقب من أنياب فرق عنيدة وقوية، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وغيرها.
كان المنتخب العراقي مع نظيره الكويتي أول المنتخبات العربية ظهورا في نهائيات كأس آسيا حيث شارك في بطولة عام 1972 والتي خرج فيها من الدور الأول.
كما خرج الفريق من دور الثمانية في بطولات 1996 و2000 و2004 ، في حين احتل المركز الرابع في ثاني مشاركة له بالبطولة وذلك عام 1976 .
لا يختلف اثنان على أن الكرة العراقية شهدت على مدار تاريخها الكبير ظهور العديد من النجوم والمواهب التي تركت بصمتها، ولكن كأس آسيا 2007 نجحت في بلورة وإظهار الجيل الحالي من لاعبي الفريق بشكل لم يسبق له مثيل.
دائما ما يكون حامل اللقب أحد المرشحين بقوة للفوز بالبطولة التالية حيث يكون مفعما بطموحات الدفاع عن لقبه.
وعلى الرغم من الكبوة التي مر بها المنتخب العراقي في السنوات الماضية بعد فوزه بكأس آسيا، الا انه لايمكن التغاضي عن ترشيحه بقوة للدفاع عن لقبه في كأس آسيا 2011 التي تستضيفها قطر من السابع إلى 29 كانون ثان/يناير الحالي.
لم يكن المنتخب العراقي مرشحا للمنافسة على اللقب في البطولة الماضية عام 2007 ولكنه انتزع الكأس بجدارة، ولذلك فإنه يظل ضمن المرشحين للفوز بالكأس أيضا في هذه المرة بعدما اكتسب لاعبوه خبرة كبيرة سواء على مستوى المشاركة مع الفريق أو في أنديتهم.
تأهل أسود الرافدين إلى كأس آسيا 2011 دون خوض التصفيات، بصفتهم حامل اللقب.
أوقعت القرعة المنتخب العراقي في مواجهة بداية صعبة للغاية برحلة الدفاع عن لقبه القاري حيث جاء في المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات إيران الفائز باللقب ثلاث مرات سابقة، وكوريا الشمالية الحصان الأسود للكرة الأسيوية في الوقت الحالي، والإمارات صاحب الطموح الكبير.
ولذلك ، يحتاج المنتخب العراقي إلى حشد جميع إمكانياته كما يحتاج إلى محالفة الحظ له من أجل الدفاع عن لقبه في البطولة.
يمتلك المنتخب العراقي العديد من مقومات الفوز والدفاع عن اللقب حيث تضم صفوف الفريق مجموعة من اللاعبين المحترفين في أندية خليجية ومصرية، وقد اكتسبوا خبرة كبيرة، وفي مقدمتهم يونس محمود مهاجم وقائد الفريق ونشأت أكرم وعلاء عبد الزهرة وهوار ملا محمد وقصي منير وعماد محمد.
كما يتولى تدريب الفريق حالي المدرب الألماني فولفجانج سيدكه صاحب الخبرة الكبيرة.
ورغم وقوع الفريق في مجموعة صعبة بالدور الأول للبطولة ، تضع الجماهير أملا كبيرا على إصرار وخبرة اللاعبين في بلوغ المربع الذهبي للبطولة على أقل تقدير، حيث سيكون ذلك هو التعويض المناسب لها عن الخروج من المربع الذهبي في بطولة كأس الخليج الماضية "خليجي 20"، قبل عدة أسابيع بالهزيمة أمام المنتخب الكويتي بضربات الترجيح.